.

الأدهم سلطان الخيل



خير الخيل كما جاء في أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم


      سأخد بعين الإعتبار حديثان للرسول صلى الله عليه و سلم :

الحديث الأول :"خير الخيل الأدهم، الأقرح، الأرثم، محجل الثلاث، مطلق اليمين، فإن لم يكن أدهم فكميت على هذه الشية"

الحديث الثاني : "يمن الخيل في شقرها"



      والآن مع الحديث الأول، وهو الحديث الأساسي لمعرفة الصفات المفضلة في الخيل.

يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "خير الخيل الأدهم" والأدهم هوا لأسود اللون. والأدهم من الدهمة. فخير الخيل إذن هو الأدهم، ولو توقف رسول الله صلى الله عليه وسلم عند هذه الكلمة لكان أي حصان أدهم يكون من خير الخيل، ولكنه أضاف  صلى الله عليه وسلم  إلى الدهمة أوصاف وعلامات أخرى.
فقال صلى الله عليه وسلم أن خير الخيل الأدهم الأقرح. والأقرح هو الذي به قرحة في وجهه. والقرحة، هي البياض الذي يكون في وجه الحصان، ولكنه بياض دون الغرة، أي أقل من الغرة. أي بياض قليل أقل من البياض المسمى الغرة. والغرة بياض أكثر في وجه الحصان.
ثم ماذا؟ لم يقف الرسول صلى الله عليه وسلم عند هاتين الصفتين وإنما أضاف صفات أخرى.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أن خير الخيل الأدهم الأقرح الأرثم. والأرثم هو الذي في شفته العليا بياض. 
 ولم يتوقف الرسول صلى الله عليه عند هذه الصفات الثلاثة وإنما أضاف إليها صفة رابعة. فقال الرسول صلى الله عليه وسلم أن خير الخيل الأدهم الأقرح الأرثم، محجل الثلاث.
محجل الثلاث، أي أن ثلاثة من قوائمه فيها تحجيل.
  فما معنى التحجيل؟ وما هي الثلاثة قوائم التي يستحب أن تكون محجلة؟
والتحجيل هو البياض الذي يكون في قوائم الفرس.
إذن خير الخيل يكون محجلا، ولكنه يكون محجلا في ثلاث من قوائمه، فأي هذه الثلاث؟
الثلاث المقصودة بإذن الله عز وجل هي الرجلين واليد اليسرى.
ولكن لماذا اخترنا هذه الثلاثة بالذات؟
السبب في ذلك هو بقية الحديث وهو الخامسة من صفات خير الخيل.
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "خير الخيل الأدهم الأقرح الأرثم، محجل الثلاث، مطلق اليمين"
فالصفة الخامسة إذن هي "مطلق اليمين"، وفي روايات أخرى "طلق اليمين".
ومعنى مطلق اليمين أو طلق اليمين أي ليس في يمناه تحجيل، أي أن اليمنى ليس فيها بياض وإنما على لونها.
- هذه الرواية توضح أن المطلق يكون في القائمة اليمنى،إذن الصفة الخامسة هي أن يكون طلق اليد اليمنى.
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم:"خير الخيل الأدهم الأقرح الأرثم، محجل الثلاث، مطلق اليمين، فإن لم يكن أدهم فكميت على هذه الشية"
يبين لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أننا إن لم نجد فرسا أدهم بهذه المواصفات، فعندنا البديل وهو أن يكون كميتا.والكميت هو تصغير أكمت. وهو من الكمتة، والكمتة هي لون أساسي من ألوان الخيل، وهي أن يكون الفرس أسود الذيل والمعرفة أي أن أي حصان يكون ذيله وعرفه أسودان، أيا كان لون جسمه، فإنه يسمى كميتا. وقد يكون جسمه بني فاتح أو غامق أو أحمر فاتح أو غامق، ولكن الكميت يتميز بلون الذيل والعرف الأسود إذن الكميت يأتي في المرتبة الثانية بعد الأدهم، وهو البديل الثاني إن لم نجد حصانا أدهم والحديث ذكر لنا أنه "فإن لم يكون أدهم فكميت على هذه الشية  أي على هذه الصفة  فرسول الله صلى الله عليه وسلم يخبرنا أننا إن لم نجد حصانا أدهم بهذه الأوصاف، فليكن إذن كميتا بنفس الأوصاف المذكورة إذن الحديث الأول بين لنا خير الخيل، وأوصافه كالتالي:
1/ أدهم
2/ أقرح
3/ أرثم
4/ محجل الثلاث
5/ مطلق اليد اليمنى
وقد فهمنا معنى هذا الحديث الآن تماما بحمد الله ونعمته ومنه وفضله وجوده وكرمه.
فإن لم نجد حصانا أدهم فليكن كميت بنفس الأوصاف. 
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الثاني الذي ذكرناه: "يمن الخيل في شقرها" أي أن الخيل الشقراء تكون ميمونة، أي فيها خير وبركة.
والفرس الأشقر هو ما كان لو شعر ذيله وعرفه أصفر أو أحمر، أيا كان لون بقية جسمه.
فالفرق إذن بين الكميت والأشقر هو لون الذيل والعرف، فعندما يكونا أسودان يكون الفرس كميتا، وعندما يكونا أصفران أو أحمران يكون الفرس أشقر.

يبقى لنا الآن أن نعرف ما كان يكرهه رسول الله صلى الله عليه وسلم

عن أبي هريرة رضي الله عنه من أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يكره الشكال من الخيل.
والشكال هي وصف للتحجيل الذي يكون في قوائم الفرس. وللمفسرين في معنى الشكال قولان:
1/ أحدها أن الشكال من الخيل هو أن تكون قائمتين بعكس بعضهما محجلتان والآخرتان مطلقتان. وعكس بعضهما أي ليسا في نفس الناحية، كأن تكون الرجل اليمنى واليد اليسرى مثلا محجلة والعكس مطلقة أو العكس.
2/ والتفسير الثاني للشكال هو ما يكون ثلاث من قوائمه محجلة وواحدة مطلقة أو ثلاثة مطلقة وواحدة محجلة. وجاء في سنن النسائي أن الواحدة المطلقة أو المحجلة هي الرجل وليس اليد. لأن الشكال يكون في الرجل وليس اليد.
وقيل أيضا عن الشكال أنه مكروه إذا لم يصاحبه غرة، فإن كان الفرس أغر مع ذلك فلا كراهة، عملا بعموم حديث عليكم بكل كميت أغر محجل، أو أدهم أغر محجل، أو أشقر أغر محجل.
فالغرة تذهب كراهة الشكال إن وجدت معه.
ولتلخيص المكروه من الخيل كما ذكره الرسول صلى الله عليه وسلم هو واحد مما يلي.

1/ إما أن يكون محجل الثلاث مطلق رجل واحدة، أو العكس، بغير أن يكون معه غرة

2/ أو أن يكون محجل اليد والرجل القطرية ومطلق القطر الآخر، بغير غرة أيضا.


وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

من فضلك شارك هذا الموضوع اذا اعجبك

ضع تعليقا أخي الكريم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

. جميع الحقوق محفوظة التبوريدة ©2015-2016 | ، نقل بدون تصريح ممنوع . Privacy-Policy | رخصة نشر واستخدام محتويات